إيكيتيكي X إيزاك.. الأرقام تثير الشكوك حول قرار ليفربول

بعد فوزه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم الماضي، يدخل ليفربول الموسم الجديد بطموحات أكبر، نحو المنافسة على كل البطولات، فالتحدي لا يكمن في الحفاظ على الوضع الراهن، بل في التطور وتحسين جودة الفريق.
الفترة الحالية تُعد محورية للمدير الفني للفريق أرني سلوت الذي يدخل موسمه الثاني فقط مع الفريق، حيث سيسعى إلى تطبيق المزيد من أفكاره، وبالتالي سيريد جلب المزيد من اللاعبين المناسبين لأسلوبه، والقادرين على رفع جودة الفريق.
محور هذا التطور يتركز على مركز المهاجم الصريح، الذي يعاني منه ليفربول خلال السنوات الأخيرة، والذي فقد بريقه منذ رحيل البرازيلي فيرمينو، وحتى في وجوده مع تكليفه بأدوار صناعة اللعب لزملائه وعدم التركيز عل التهديف بشكل رئيسي.
الآن، يشغل المهاجم الأوروجواياني داروين نونيز هذا المركز، لكن يبدو أن أيامه باتت معدودة في الفريق، في ظل المستوى السيء الذي يقدمه منذ انضمامه للفريق في صيف 2022.
مع سوء مستوى داروين نونيز، برز هدفان رئيسيان سعى ليفربول إلى ضم أحدهما في الصيف الجاري، وهما ألكسندر إيزاك، نجم نيوكاسل يونايتد، وهوجو إيكيتيكي، الموهبة الصاعدة في نادي أينتراخت فرانكفورت الألماني.

وفقًا للتقارير، فقد اتجه ليفربول إلى حسم التعاقد مع إيكيتيكي بدلًا من إيزاك، فهل كان قرار ليفربول صحيحًا؟ في هذا التقرير نحاول الوصول إلى المنطق وراء قرار ليفربول بملاحقة إيكيتيكي والتوصل في النهاية إلى اتفاق لضمه، خاصة وأن إيزاك هو الاسم الأكبر بشكل عام وكذلك في الدوري الإنجليزي الممتاز.
إيزاك يتفوق في اللمسة الأخيرة وإيكتيكي يمتلك سلاحًا فتاكًا يجب استغلاله
المقياس | ألكسندر إيزاك (الدوري الإنجليزي) | هوجو إيكيتيكي (الدوري الألماني) |
الدقائق الملعوبة | 2756 | 2563 |
الأهداف المسجلة | 23 | 15 |
الأهداف المسجلة لكل 90 دقيقة | 0.75 | 0.53 |
الأهداف المتوقعة لكل 90 دقيقة | 0.66 | 0.76 |
الأهداف المتوقعة بدون ركلات جزاء لكل 90 دقيقة | 0.56 | 0.68 |
الفارق بين الأهداف والأهداف المتوقعة لكل 90 دقيقة | +0.09 | -0.23 |
الفارق بين الأهداف بدون ركلات جزاء المتوقعة والفعلية لكل 90 دقيقة | +0.06 | -0.19 |
تكشف المقارنة المباشرة للناتج التهديفي أن إيزاك هو الهداف الأكثر غزارة، حيث سجل 23 هدفًا في 2756 دقيقة لعب في الدوري الإنجليزي، لكن تُظهر المقاييس المتقدمة اختلافًا جوهريًا. إيزاك هو لاعب يتميز بلمسة نهائية استثنائية، حيث يتفوق على معدل أهدافه المتوقعة بمقدار +0.09 لكل 90 دقيقة، وعلى أهدافه المتوقعة بدون ركلات الجزاء بمقدار +0.06، وهذا يعني أنه يحول الفرص إلى أهداف بمعدل أعلى من المتوقع.
على النقيض تمامًا، يظهر إيكيتيكي أداءً أقل بكثير من المتوقع في إنهاء الهجمات، فقد سجل 15 هدفًا في 2563 دقيقة في الدوري الألماني، أي بمعدل 0.23 هدف أقل من أهدافه المتوقعة لكل 90 دقيقة، و0.19 هدف أقل من أهدافه المتوقعة بدون ركلات الجزاء.
يعيد هذا التحليل صياغة المقارنة من مجرد “من سجل أكثر؟” إلى سؤال أعمق حول قوة وتأثير اللاعب مقارنة بالفرص المتاحة له. إيزاك هو هداف استثنائي، بينما إيكيتيكي يحتاج لمزيد من القدرة على إنهاء الفرص المتاحة.

بالنظر إلى معدل الأهداف المتوقعة، فإن إيكيتيكي يمتلك معدل أعلى من إيزاك، مما يدل على قدرته على الوصول إلى مواقف تهديفية عالية الجودة باستمرار، ويتأكد هذا من ترتيبه ضمن أفضل 3% بين لاعبي الدوريات الخمسة الكبرى في هذا الجانب، حيث يقع في الشريحة المئوية الـ 97 لمقياس الأهداف المتوقعة بدون ركلات جزاء، وهو رقم يضعه بين أفضل المهاجمين في أوروبا في هذا الأمر.
قد يكون فريق كشافة ليفربول قد أعطى الأولوية لهذه المهارة القابلة لأن تكون سلاحًا فتاكًا عن طريق التطوير عبر التدريب على مهارة الإنهاء وتحويل الفرص إلى أهداف، مراهنين على قدرتهم على تحسين معدل إنهاء إيكيتيكي للفرص.
حجم التسديدات وجودتها: الكم أم الكيف؟
المقياس | ألكسندر إيزاك (الدوري الإنجليزي) | هوجو إيكيتيكي (الدوري الألماني) |
إجمالي التسديدات (لكل 90 دقيقة) | 3.10 | 4 |
نسبة التسديد على المرمى (%) | 43.2% | 38.6% |
الأهداف المتوقعة لكل تسديدة بدون ركلات جزاء | 0.18 | 0.17 |
يسدد إيكيتيكي بمعدل أعلى بكثير من إيزاك، حيث يطلق 4 تسديدات لكل 90 دقيقة (الشريحة المئوية الـ 95)، في حين يطلق إيزاك 3.1 تسديدة لكل 90 دقيقة (الشريحة المئوية الـ 83). هذا يعزز أهمية إيكيتيكي كلاعب محوري في هجوم فريقه، ويؤكد أن لديه سلاح قوي هو تهديده الدائم لمرمى الخصوم.
في المقابل تشير نسبة تسديدات إيكيتيكي المنخفضة على المرمى (38.6% مقابل 43.2% لإيزاك) إلى درجة من عدم الدقة أو اختيار أقل جودة للتسديد، مما يؤكد التحليل السابق الذي يشير إلى ضعف أيكيتيكي في مهارة تحويل الفرص إلى أهداف، حيث يجب على اللاعب توجيه التسديد نجو المرمى أولًا كبداية لتحقيق فرصة عالية الجودة.
لكن عند التعمق أكثر نجد أن جودة الفرص التي يحصل عليها كل منهما، عند استبعاد ركلات الجزاء، متطابقة تقريبًا. تبلغ قيمة الأهداف المتوقعة لكل تسديدة من غير ركلات الجزاء 0.17 لإيكيتيكي و0.18 لإيزاك، مما يشير إلى أن متوسط جودة تسديداتهما هو نفسه تقريبًا، لكن الفارق هو أن إيكيتيكي يولد عددًا أكبر بكثير من هذه الفرص.
هذا النمط من التسديد بكميات كبيرة يناسب بشكل أفضل فريقًا مهيمنًا على الاستحواذ مثل ليفربول، الذي يمكنه فرض ضغط مستمر وخلق فرص عديدة، وبالتالي فإن وجود مهاجم يميل بطبيعته إلى التسديد بكثافة مثل إيكيتيكي يُعد مناسبًا تمامًا، وحتى في حالة عدم تجسن مستواه في إنهاء الفرص، فإن الحجم الهائل للفرص يعني أنه من المرجح أن يسجل عددًا لا بأس به من الأهداف في فريق ليفربول.
مهاجم وصانع ألعاب: الإبداع والمساهمة في صناعة الفرص
المقياس | ألكسندر إيزاك (الدوري الإنجليزي) | هوجو إيكيتيكي (الدوري الألماني) |
التمريرات الحاسمة المتوقعة | 0.14 | 0.24 |
مساهمات في صناعة التسديدات | 3 | 3.55 |
التمريرات التقدمية | 2.87 | 1.86 |
هنا تبدأ الكفة تميل لصالح إيكيتيكي بقدر أكبر، بسبب دور تكتيكي معين، فإحصائيًا، هو صانع لعب أكثر إبداعًا وتأثيرًا حيث يقع معدل تمريراته الحاسمة المتوقعة (0.24) في الشريحة المئوية الـ 92، مما يشير إلى أنه يضع زملائه باستمرار في مواقف تهديفية ممتازة. كما أن معدل مساهماته في صناعة التسديدات (3.55) أعلى بكثير من إيزاك (3)، وبالتالي فإن إيكيتيكي يكون مؤثرًا في صناعة الأهداف وفي تسجيلها كذلك.
إيزاك مساهم جيد، لكن أرقامه هي أرقام مهاجم يشارك في اللعب، لكن بدون تأثير فعلي على مستوى الأهداف، في حين أن أرقام إيكيتيكي هي أرقام مهاجم يساهم بشكل أكبر في خلق الفرص والخطورة على مرمى الخصوم.

هذه الصفات تجعل دور إيكيتيكي أهم على مستوى صناعة الفرص في ظل وجود جناح هداف بدرجة امتياز هو النجم المصري محمد صلاح، هداف الدوري الإنجليزي 3 مرات من قبل.
المراوغة واختراق دفاعات الخصوم
إحصائيًا، يُعد إيكيتيكي واحدًا من أكثر المهاجمين فعالية في المراوغة والتحرك بالكرة في أوروبا، فقدرته على تجاوز الخصم (1.83 مراوغة ناجحة لكل 90 دقيقة، تضعه في الشريحة المئوية الـ 97) ودفع الكرة إلى مناطق خطرة (3.27 حمل تقدمي للكرة، في الشريحة المئوية الـ 94) هي قدرات من الطراز الرفيع، وتدل على جودته في تحريك الكرة وخلق الخطورة على مرمى الخصوم.
المقياس (لكل 90 دقيقة) | ألكسندر إيزاك (القيمة) | إيزاك (الشريحة المئوية) | هوجو إيكيتيكي (القيمة) | إيكيتيكي (الشريحة المئوية) |
أهداف من غير ركلات الجزاء | 0.62 | 90 | 0.49 | 73 |
أهداف متوقعة من غير ركلات الجزاء | 0.56 | 88 | 0.68 | 97 |
الفارق بين الأهداف بدون ركلات جزاء | +0.06 | – | -0.19 | – |
إجمالي التسديدات | 3.10 | 83 | 4.00 | 95 |
تمريرات حاسمة | 0.20 | 79 | 0.28 | 84 |
تمريرات حاسمة متوقعة | 0.14 | 68 | 0.24 | 92 |
مساهمات في صناعة التسديدات | 3.00 | 74 | 3.55 | 84 |
مراوغات ناجحة | 1.37 | 86 | 1.83 | 97 |
حمل تقدمي للكرة | 2.71 | 72 | 3.27 | 94 |
لم يكن اختيار ليفربول يتعلق بالتعاقد مع اللاعب الأفضل بشكل مجرد، بل بالتعاقد مع اللاعب الذي ستعمل مهاراته المحددة على تعظيم أداء الأدوات الهجومية الأخرى من حوله مثل صلاح، ودياز، وفيرتز.

يبدو أن ليفربول يرى أن لديه كثافة في الأجنحة الهدافة وصناع اللعب، ونظام اللعب مصمم لوضعهم في مواقف خطرة، لذلك، فإن السمة الأكثر قيمة للمهاجم الجديد ليست بالضرورة إضافة 30 هدفًا بنفسه، بل امتلاك المهارات التي ستساعد صلاح وفيرتز ودياز على تسجيل 5-10 أهداف إضافية لكل منهم.
ما يُمكن أن يقدمه إيكيتيكي من صناعة فرص ممتازة للآخرين، وخلق مساحة لزملائه عبر المراوغات، جذب أنظار المدافعين نحوه بعيدًا عن زملائه يعتبر مضاعف لقوة بقية زملائه في الهجوم.
إيزاك سيسجل أهدافًا بلا شك، لكن أداءه أكثر استقلالية، فهو هداف من الطراز الرفيع، ولكن يمكن القول إنه أقل دعمًا للنظام الهجومي. هذا الجانب التكتيكي قد يكون السبب المنطقي وراء تفضيل إيكيتيكي على إيزاك.
القيمة السوقية مقابل القيمة الاستراتيجية
تبلغ القيمة السوقية المقدرة لإيكيتيكي قيمة 75 مليون يورو، في حين تبلغ قيمة إيزاك 120 مليون يورو، مما يعني أن ليفربول دفع زيادة تتراوح بين 15 و 25 مليون يورو فوق القيمة السوقية المقدرة لإيكيتيكي، لكن يظل هذا المبلغ أقل بكثير من 120 مليون يورو كقيمة أصلية بالإضافة إلى الزيادات التي كان سيطلبها نيوكاسل للتخلي عن نجمه لأحد الفرق المنافسة له في الدوري المحلي.
المقياس | إيزاك | إيكيتيكي |
العمر | 25 | 23 |
القيمة السوقية | 120 مليون يورو | 75 مليون يورو |
انتهاء العقد (في النادي البائع) | يونيو 2028 | يونيو 2029 |
عوامل تدعم اختيار إيكيتيكي
في الختام، لم يكن اختيار ليفربول لهوغو إيكيتيكي تفضيلاً بسيطًا، بل كان قرارًا استراتيجيًا متعدد الأبعاد، مدفوعًا بثلاثة عوامل رئيسية:
- الملاءمة التكتيكية: دور إيكيتيكي كمحور إبداعي ومراوغ وخالق للمساحات هو ملاءمة أكثر تخصصًا لمهاجم يجب عليه صناعة الفرص لزملائه، وليس من الضروري أن يسجل هو الأهداف بنفسه.
- فلسفة قائمة على البيانات: ربما أعطى فريق الكشافة بنادي ليفربول الأولوية للمهاجم إيكيتيكي الذي يمتلك معدل أعلى وقابل للتكرار في توليد الفرص، على حساب معدل التهديف الضعيف، ولكن القابل للإصلاح.
- الواقعية السوقية: على الرغم من تكلفتها الباهظة، فإن صفقة إيكيتيكي قابلة للتحقيق، في حين أن التحرك لضم إيزاك ذي القيمة الأعلى وغير المتاح بسهولة كان سيكون مرهقًا وصعب|ًا وفرص نجاحه ليست كبيرة.