جواو فيليكس اللاعب الأكثر حظًا.. لماذا كل هذه الضجة وأين النجاح؟

في كرة القدم، لا تكفي الموهبة وحدها، كما أن الحظ وحده لا يصنع المجد، لكن حين يجتمع الاثنان، يولد نموذج استثنائي مثل جواو فيليكس.
النجم البرتغالي الذي لم يحالفه التوفيق دائمًا في استغلال الفرص، لكنه ظل حاضرًا في الصورة، متنقلاً بين كبار الأندية، ومحاطًا دائمًا بالاهتمام، وكأن الأبواب تُفتح له مهما تغيرت الظروف، ومهما كان الأداء والمستوى.
منذ بزوغ نجمه في بنفيكا، اعتُبر فيليكس مشروع النجم الكبير القادم من لشبونة، وتسابقت الأندية الأوروبية على الفوز بتوقيعه، لكن لم يكن أحد يتخيل أن قيمة الصفقة ستبلغ 126 مليون يورو، حين تعاقد معه أتلتيكو مدريد في 2019، في صفقة صنّفت كأغلى في تاريخ النادي المدريدي.
الحلقـة السابعـة من معسكر #النصر_في_النمسا وصلت 🤩
— نادي النصر السعودي (@AlNassrFC) July 27, 2025
مشاهدة ممتعة 🎧 pic.twitter.com/yfeSc86L5v
الواقع ليس بنفس بريق الأرقام
لم ينسجم فيليكس يومًا مع عقلية دييجو سيميوني الدفاعية، وبدا وكأن اللاعب في غير مكانه، دون بصمة حقيقية أو أرقام توازي حجم الضجيج حوله، فكانت الإعارات هي الحل.
لعب | سجل | صنع | إنذارات | طرد |
131 | 34 | 18 | 20 | 1 |
رحل إلى برشلونة في صفقة مؤقتة، ظن الجميع أنه سيستعيد فيها بريقه، وقدم بعض اللمحات في مباريات قليلة، أبرزها أمام فريقه السابق أتلتيكو. لكنه سرعان ما عاد إلى وضعه المألوف، الحضور الباهت والاختفاء الطويل.
لعب | سجل | صنع | إنذارات | طرد |
44 | 10 | 6 | 5 | 0 |
قد يهمك أيضًا:
هداف في كل المراكز وصانع لعب بدون “أسيست”.. أين يُبدع فيليكس؟
ثم انضم اللاعب إلى صفوف تشيلسي على سبيل الإعارة، وسط تطلعات لفرض نفسه في مشهد هجومي يعاني من عدم الاستقرار. ورغم مشاركته في عددٍ لا بأس به من المباريات، إلا أن تأثيره ظل محدودًا، وافتقر إلى الاستمرارية سواء من حيث التسجيل أو الصناعة.
بدا كأنه يتأرجح بين محاولات فردية وجهد مبذول دون مردود جماعي حقيقي، ليغدو مع مرور الوقت جزءًا من الضجيج التكتيكي الذي صاحب المشروع غير المستقر للنادي اللندني في تلك الفترة.
لعب | سجل | صنع | إنذارات | طرد |
40 | 11 | 2 | 5 | 1 |
ثم جاء الانتقال إلى ميلان، مع بصمة أولى لم تدم، حيث بدا الأمر مختلفًا في ظهوره الأول مع “الروسونيري”، إذ ترك انطباعًا قويًا وسجّل هدفًا مبكرًا أعاد إليه بعض البريق.
لكن سرعان ما بدأ نفس السيناريو في التكرار. قلّ حضوره في المباريات، وانخفض مردوده الهجومي، وبدت بصمته محصورة في لحظات متفرقة، دون القدرة على فرض نفسه ضمن التشكيل الأساسي أو التكيف مع النسق الإيطالي الأكثر.
لعب | سجل | صنع | إنذارت | طرد |
40 | 11 | 2 | 5 | 1 |
وسط هذا التذبذب، ظهر بنفيكا مرة أخرى، يريد استعادة “ابنه الضال”، بعرض متواضع نسبيًا بلغ 20 مليون يورو، مع راتب سنوي قدره 3 ملايين فقط، خطوة قد تعيد فيليكس إلى بداياته، وتمنحه استقرارًا افتقده طويلًا.
انقلاب النصر
لكن المشهد انقلب تمامًا حين دخل النصر السعودي على الخط، عرض لا يُرفض جاء من الرياض، 30 مليون يورو للتشيلسي زائد إضافات قد تصل إلى 50 مليون، وراتب سنوي يقترب من الخيال، 70 مليون يورو لمدة موسمين.
هذا الرقم يضع فيليكس ضمن قائمة الأعلى أجرًا في العالم، متفوقًا على أسماء بحجم كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور. بينما يتردد فلورنتينو بيريز في منح فينيسيوس 30 مليون سنويًا، يأتي النصر ليمنح فيليكس أكثر من ضعف هذا الرقم، ليلعب بجوار كريستيانو رونالدو ويعيش حلمًا لم يكن على بال حتى أكثر المتفائلين بمسيرته.
قيمة انتقالات جواو فيليكس خلال مسيرته
النادي | القيمة |
إلى أتليتكو مدريد | 126 مليون يورو |
إلى تشيلسي | 11 مليون يورو (إعارة) |
إلى تشيلسي | 50 مليون يورو |
إلى ميلان | 5 ملايين يورو (إعارة) |
من الموهبة إلى الحظ
المفارقة أن جواو فيليكس، رغم مرور أكثر من خمس سنوات على انطلاقته الأوروبية، لا يزال لاعبًا بلا هوية فنية واضحة، ولا إنجازات تليق بالأرقام التي دُفعت لأجله، لكنه من الواضح أنه يمتلك ما هو أقوى من الموهبة، “كارت الحظ”.
ذلك الكارت الذي يضعه دومًا في قلب المفاوضات، وينقله من نادٍ كبير إلى آخر، ومن بطولة كبرى إلى عرض لا يُقاوم في دوري يزدهر بسرعة الصاروخ.