شيكابالا.. رحلة الأسطورة الأكثر تتويجًا بين التألق والانتماء الشديد ومحطات من التمرد

في مساء يوم الخميس، الثالث من يوليو 2025، أسدل الستار على واحدة من أكثر المسيرات الكروية إثارة للعاطفة في تاريخ الكرة المصرية. في ظهور تلفزيوني مؤثر، وبكلمات بسيطة لكنها عميقة، أعلن محمود عبد الرازق “شيكابالا”، القائد التاريخي لنادي الزمالك وأسطورة النادي، اعتزاله كرة القدم نهائياً.
قالها ثم ملأت الدموع عينيه: “الرحلة انتهت”. لم يكن هذا مجرد إعلان، بل كان مشهداً ختامياً لقصة درامية امتدت لأكثر من 22 عاماً، قصة لاعب لم يكن مجرد نجم في الملعب، بل ظاهرة كروية ورمزاً للانتماء والوفاء لجماهير القلعة البيضاء.
جاء قرار الاعتزال كقرار شخصي ومدروس، حيث أكد شيكابالا أنه اتخذه بكامل إرادته ودون أي ضغوط، رغم الشائعات التي سبقت الإعلان عن وجود خلافات إدارية. وقد اختار أن يسيطر على رواية نهايته بنفسه، ليحول اللحظة من أزمة محتملة إلى وداع شخصي مؤثر. وتجسدت رمزية الوداع في مقطع فيديو مؤثر، ظهر فيه نجلاه، آدم ونوح، وهما يعلقان قميصه وحذاءه، في إشارة إلى تسليم الراية لجيل جديد، وإنهاء رحلة “الأباتشي” داخل المستطيل الأخضر.
وكأن مسيرته كتب لها النهاية السعيدة في مشهده الأخير، فقد كانت آخر لحظاته الحاسمة في الملاعب هي تسجيل ركلة الترجيح التي أهدت الزمالك لقب كأس مصر 2025، لتنتهي رحلته بلحظة حاسمة ترفع الكأس وتلهب مشاعر الجماهير.
أحد أمهر اللاعبين التي أنجبتها مصر وأسطورة زملكاوية ستخلدها التاريخ 🤍❤️
— 365Scores Arabic (@365scoresarabic) July 3, 2025
محمود عبدالرازق شيكابالا يعلن اعتزاله لعب كرة القدم 👋🏼🇪🇬 #شيكابالا #365ScoresArabic #الزمالك #مصر pic.twitter.com/YstaSujy7q
هذا التقرير يسعى لتوثيق وتحليل مسيرة هذا اللاعب الاستثنائي، من النشأة في أسوان إلى التربع على عرش الأكثر تتويجاً في تاريخ الزمالك برصيد 18 لقباً، مروراً بكل محطات التألق والأزمات، ليصبح في النهاية أسطورة اسمها شيكابالا.
النشأة والبدايات: فتى أسوان ولقب “شيكابالا”
وُلد محمود عبد الرازق حسن فضل الله في الخامس من مارس عام 1986، في قرية الحصايا بمحافظة أسوان، جنوب مصر. نشأ في عائلة تعشق كرة القدم، وغرس والده في قلبه حب نادي الزمالك منذ الصغر، وهو الانتماء الذي سيشكل لاحقاً حجر الزاوية في مسيرته وشخصيته. أما اللقب الذي سيعرف به في العالم أجمع، “شيكابالا”، فلم يكن اسم له في الأصل، بل ورثه عن شقيقه الأكبر، عبد الباسط، الذي كان لاعباً في نادي أسوان.
يعود أصل اللقب إلى لاعب منتخب زامبيا السابق، ويبستر شيكابالا، الذي لفت الأنظار بمهاراته خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1992 ومباراة ودية شهيرة ضد مصر. أُعجب الجمهور المصري باللاعب الزامبي، وأُطلق اسمه على شقيق محمود الأكبر، ومن ثم انتقل اللقب إلى الفتى الأصغر الموهوب الذي سينقله فيما بعد إلى جميع أنحاء مصر. هذا اللقب، الغريب على الأذن المصرية، منحه علامة مميزة حتى قبل أن يلمس الكرة مع الفريق الأول.
الاكتشاف والانضمام إلى الزمالك
لم تكن رحلة شيكابالا إلى القلعة البيضاء مخططة، بل جاءت عن طريق الصدفة. أثناء قضائه وقتاً مع صديقه أحمد إبراهيم، الذي كان لاعباً في ناشئي الزمالك، شارك في تدريبات الفريق كزائر، فلفت الأنظار على الفور بمهاراته الاستثنائية. انضم رسمياً إلى ناشئي النادي عام 1996 قادماً من ناشئي أسوان.
ولأن أسرته كانت تقيم في محافظة أسوان البعيدة عن القاهرة، أصبح سكن الناشئين داخل نادي الزمالك هو بيته، وكان يبيت أحيانًا في مدرجات نادي الزمالك، وهي التجربة التي زادت من ارتباطه بالكيان بشكل أكبر، ولم يكن الزمالك مجرد نادٍ يلعب له، بل أصبح عائلته. هذه النشأة كابن للنادي، تفسر سر العلاقة الروحية التي ربطته بالجماهير وولاءه المطلق الذي لم يتزعزع رغم كل الأزمات.
الظهور الأول مع الفريق الأول
لموهبته الفذة، لم يطل انتظار شيكابالا في فرق الناشئين. رآه المدير الفني البرازيلي كابرال في مباراة لمنتخب الناشئين، وأُعجب به، ليصدر قراراً بتصعيده إلى الفريق الأول وهو لم يكمل عامه السادس عشر، بعمر 15 عاماً و8 أشهر فقط.

جاءت اللحظة التاريخية يوم 18 يناير 2003، في مباراة ذهاب دور الـ 16 من بطولة كأس مصر أمام نادي غزل المحلة. في ظل غياب اللاعبين الدوليين لارتباطاتهم مع المنتخب، دفع به المدرب كابرال في اللقاء أساسيًا. لم يخيب الفتى الأسمر الظن، ففي أول ظهور رسمي له، سجل هدف المباراة الوحيد، ليقود فريقه لتحقيق فوز ثمين، معلناً عن ميلاد نجم جديد في تاريخ الكرة المصرية. كانت تلك بداية مثالية لأسطورة ستعيش في قلوب جماهير الزمالك سنوات عديدة.
باوك: “ريفالدو اليونان” ونهاية مفاجئة
في يناير 2005، اتخذ شيكابالا خطوة جريئة ومثيرة للجدل بالانتقال إلى نادي باوك سالونيكا اليوناني. تمكن من مغادرة الزمالك دون مقابل، مستغلاً عدم وجود عقد احترافي يربطه بالنادي، حيث كان لا يزال مسجلاً كلاعب ناشئ. أثار هذا الانتقال غضب إدارة الزمالك التي اعترضت بشدة، لكن لجنة فض المنازعات في الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” حسمت الأمر لصالح النادي اليوناني، مع إلزام شيكابالا بدفع تعويض مادي للزمالك قدره 250 ألف دولار وإيقافه لمدة أربعة أشهر.
بعد انتهاء فترة الإيقاف، انفجرت موهبة شيكابالا في الملاعب اليونانية. بفضل مهاراته الفردية الاستثنائية وأسلوبه الساحر، أصبح معشوق الجماهير الأول، وأطلقت عليه الصحافة اليونانية لقب “ريفالدو اليونان”. خلال موسمه مع باوك، شارك في 28 مباراة سجل خلالها 4 أهداف وقدم 7 تمريرات حاسمة. لكن هذا الحلم الأوروبي الواعد انتهى بشكل مفاجئ. في صيف 2006، عاد إلى مصر، لكنه لم يستطع السفر مجددًا بسب استعدائه لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية، وبالتالي لن يستطيع العودة لليونان لمدة عام على الأقل، وهو ما أدى إلى نزاع جديد مع ناديه اليوناني الذي كان يرغب في استمراره، لتنتهي أولى مغامراته الأوروبية نهاية لم تكن متوقعة.
التوقيع مع الغريم التقليدي الأهلي
بعد عودته من اليونان وتعذر سفره مرة أخرى إلى الخارج في صيف 2006، كان شيكابالا مضطرًا للتوقيع مع أحد الأندية المصرية، وتواصل مع مسؤولي الزمالك في ذلك التوقيت من أجل إتمام التعاقد لكن وفقًا لتصريحات اللاعب نفسه فإن المسؤولين أغلقوا الباب في وجهه 5 مرات، مما اضطره للتعاقد مع الأهلي.
بعدما علم مسؤولو الزمالك بتوقيعه للأهلي، تواصلوا معه مجددًا من أجل إنهاء الصفقة وبالفعل سارت الأمور في اتجاه الزمالك، وكعادته سار شيكابالا وراء معشوقه الأول نادي الزمالك، وانضم للقلعة البيضاء ليواصل كتابة التاريخ بقميص الفارس الأبيض.
النجم الأوحد في زمن الجفاف
من هنا بدأ شيكابالا رحلة تحوله من لاعب مميز في الفريق إلى أحد أساطير النادي عبر تاريخه، ففي ذلك الوقت كان الأهلي يسيطر على البطولات المحلية والقارية، ويمتلئ بالنجوم في جميع خطوط الملعب، لكن في المقابل كان هناك شيكابالا الذي اتخذ على عاتقه محاولة الحفاظ على مكانة الزمالك وتواجده في بؤرة المنافسة رغم قلة النجوم في فريقه، حتى تحول إلى النجم الأبرز والتميمة التي تتشبث بها جماهير الزمالك. تزامنت هذه الفترة مع سنوات عجاف عانى فيها النادي من ندرة البطولات، مما جعل من مهارات شيكابالا الفردية وأهدافه الحاسمة متنفساً وأملاً وحيداً للجماهير. كان هو الفريق بأكمله في كثير من الأحيان، يحمل على عاتقه أحلام مدرج بأكمله.

تخلل هذه الفترة فترة إيقاف لمدة 6 أشهر انتهت في أكتوبر 2008، بسبب مواصلة نادي باوك اليوناني ملاحقة اللاعب قضائيا في الاتحاد الدولي لكرة القدم، بعدما فسخ اللاعب عقده من طرف واحد عندما عاد إلى مصر.
وصل شيكابالا إلى ذروة تألقه الفردي في موسم 2010-2011، حين توج هدافاً للدوري المصري الممتاز برصيد 13 هدفاً، بالتساوي مع أحمد عبد الظاهر، كما كان الفريق قريبًا جدًا من تحقيق لقب الدوري مع المدير الفني للفريق آنذاك حسام حسن، إلا أن الفريق خسر اللقب في النهاية لصالح الأهلي بقيادة مانويل جوزيه.
نثر شيكابالا سحره في الملاعب المصرية خلال تلك الفترة، وأصبح يراقص المدافعين ويخترق الدفاعات والشباك بكل مهارة وببراعة دون أن يتمكن أحد من إيقافه، كان مثل الساحر الذي يفاجئك في كل مرة تواجهه، أو مثل عازف الموسيقى الذي يطربك كلما استمعت إليه. شيكابالا كان أحد عناوين المتعة في الكرة المصرية في تلك الفترة.
شيكابالا الممتع.. لكن المتمرد أيضًا!
هذه الحقبة لم تخلُ من الجدل، حيث شهدت صدام شيكابالا مع مدربه آنذاك، المعلم حسن شحاتة، خلال مباراة ضد المغرب الفاسي في دوري أبطال أفريقيا في مايو من عام 2012. في الدقيقة 66 من عمر اللقاء، اعترض شيكابالا بشكل غير لائق ودخل في مشادة مع المدير الفني بسبب استبداله، مما أدى إلى أزمة كبيرة.، وقرر مجلس إدارة الزمالك في ذلك التوقيت إيقاف شيكابالا إلى أجل غير مسمى.
على إثر هذه الأزمة رحل شيكابالا عن نادي الزمالك معارًا إلى نادي الوصل الإماراتي مقابل 1.25 مليون دولار. ليبدأ رحلة احترافية جديدة بعيدًا عن معشوقه نادي الزمالك.
قدم النجم الأسمر أداءً لافتاً تحت قيادة المدرب الفرنسي الراحل برونو ميتسو، وسجل 7 أهداف في 13 مباراة، وخطف قلوب المشجعين، حتى أنه في أحد المباريات اضطر للمغادرة من الباب الخلفي بسبب تجمع المحبين حول الباب الأمامي من أجل التقاط الصور التذكارية معه وازدحامهم انتظارًا له.
شيكابالا: اشكر الجمهور الوصلاوي على تحيته و اتمنى تواجدهم دائما خلفي و خلف زملائي في الفريق و ننتظر منهم الكثير pic.twitter.com/kNFKRTWa
— AlWasl SC (@AlWaslSC) August 7, 2012
لكن رغم كل هذا، انتهت تجربة شيكابالا مع الوصل مبكرًا، حيث تم فسخ التعاقد مع اللاعب بسبب تأخره في العودة للنادي بعد رحلة علاجية، وتم اتهامه بالمماطلة ليلجأ النادي إلى فسخ التعاقد وإنهاء الرحلة في فبراير 2013 في منتصف الموسم الأول له مع الفريق، ليظل اللاعب بدون نادٍ حتى نهاية الموسم بسبب غلق باب القيد قبل فسخ تعاقده.
سبورتنج لشبونة (2014-2015): الحلم الذي تحول إلى كابوس
وعاد شيكابالا للزمالك في صيف 2013، ثم بعد نصف موسم فقط من التواجد في الزمالك، سنحت لشيكابالا فرصة ذهبية أخرى في أوروبا، بالانتقال إلى أحد أعرق الأندية البرتغالية، سبورتنج لشبونة، في يناير 2014. تمت الصفقة في اللحظات الأخيرة من فترة الانتقالات الشتوية مقابل حوالي 700 ألف يورو، مع وضع شرط جزائي ضخم في عقده بلغ 45 مليون يورو، مما عكس حجم التوقعات الملقاة عليه.
إلا أن هذه التجربة تحولت سريعاً إلى كابوس. البداية كانت مع تعرضه للإصابة مع فريق الرديف مما أدى لغيابه عن الفريق حتى مارس 2014، ثم ظل شيكابالا بعيدًا عن المشاركة في مباريات الفريق حتى أول ظهور له في مايو وشارك لمدة 13 دقيقة فقط في مباراة ضد أشتوريل. بهذا يكون شيكابالا قد شارك لمدة 13 دقيقة فقط مع الفريق الأول خلال أول نصف موسم له في البرتغال. لم يحظ النجم المصري بثقة المدرب، وشارك في مباراة رسمية واحدة فقط مع الفريق الأول وخمس مباريات مع الفريق الرديف. تفاقمت المشاكل بعد مشاركة سبورتنج لشبونة في مباراة ودية في الاحتفال بمئوية نادي الاتحاد السكندري في مصر، حيث لم يعد شيكابالا إلى البرتغال مع الفريق بسبب مشاكل تتعلق بالتجنيد.
هذا الانقطاع أنهى مسيرة شيكابالا مع النادي البرتغالي، لكنه فتح الباب أمام كارثة إدارية ومالية لنادي الزمالك. فعندما عاد شيكابالا إلى مصر، اتفق الزمالك في سبتمبر 2015، على إعادة شرائه من سبورتنج مقابل 650 ألف دولار تُدفع على أقساط.
O @Sporting_CP chegou a acordo com o Zamalek para a venda de Shikabala por 650 mil Dólares, ficando com 15% do passe. pic.twitter.com/BsEZ6cI7dj
— Sporting CP (@SportingCP) September 16, 2015
لكن الزمالك تخلف عن سداد بعض هذه الأقساط، مما دفع النادي البرتغالي لتقديم شكوى للفيفا. بعد سنوات من التقاضي، صدر حكم نهائي بتغريم الزمالك أكثر من مليون يورو، وهي الغرامة التي تسببت في فرض عقوبات إيقاف القيد على النادي لعدة فترات، وكبلت حركته في سوق الانتقالات لسنوات طويلة. وهكذا، أصبحت تجربة شيكابالا القصيرة في لشبونة فصلاً أسود في تاريخ النادي الإداري، وظل هو، عن قصد أو غير قصد، في قلب العاصفة.
محطات الإعارة: تجديد الدماء خارج الديار
كانت مسيرة شيكابالا مع الزمالك تتسم بدورة متكررة: يصبح الأيقونة، ثم يدخل في صدام، ثم يرحل في إعارة، ثم يعود كابن يبحث عن وطنه. كل عودة كانت تعزز من أسطورته وتقوي الرابط العاطفي مع الجماهير التي أحبته ليس فقط لانتصاراته، بل لمعاناته وعودته الدائمة إلى بيته.
الإسماعيلي (2015-2016): عند عودة شيكابالا من سبورتنج لشبونة، كانت قائمة الزمالك مكتملة، مما استدعى إعارته الفورية إلى النادي الإسماعيلي. في فترة قصيرة لكنها مؤثرة، لعب 8 مباريات سجل خلالها هدفين وصنع 4، مستعيدًا جزءًا من بريقه.
الرائد السعودي (2017-2018): كانت هذه أحد أنجح تجارب شيكابالا الاحترافية. استعاد لياقته وتألقه، وسجل 10 أهداف وصنع 5 في 24 مباراة. هذا الأداء المميز أعاده بقوة إلى صفوف المنتخب الوطني ومنحه مكاناً في قائمة كأس العالم 2018.
أبولون سميرني اليوناني (2018-2019): في آخر محطاته الأوروبية، عاد مجدداً إلى اليونان في تجربة قصيرة لعب خلالها 11 مباراة وسجل هدفًا واحدًا.
العودة الأخيرة (2019-2025): القائد والرمز الأكثر تتويجًا
عاد شيكابالا إلى بيته في عام 2019 ليبدأ الفترة الأكثر نجاحاً في مسيرته من حيث حصد الألقاب الجماعية. المفارقة أنه حقق هذا النجاح الكبير في وقت لم يعد فيه هو النجم الأوحد الذي يحمل الفريق، بل تحول دوره إلى القائد والرمز الروحي في غرفة الملابس، والورقة الرابحة التي تُحدث الفارق عند نزولها. بوجود نجوم آخرين مثل أشرف بن شرقي وأحمد مصطفى “زيزو”، وفرجاني ساسي، ومصطفى محمد، وطارق حامد، خف الضغط الهائل الذي كان ملقى على عاتقه في السابق، مما سمح له بالازدهار في دوره الجديد.

كقائد للفريق، قاد شيكابالا الزمالك لتحقيق لقب الدوري المصري الممتاز مرتين متتاليتين (2020-2021 و2021-2022) لأول مرة منذ 2015، بالإضافة إلى الفوز بكأس الكونفدرالية الأفريقية 2023-2024، وكأس السوبر الأفريقي وغيرهم.
بطولات شيكابالا مع الزمالك
الرقم | البطولة | النادي | الموسم / السنة | ملاحظة |
1 | الدوري المصري الممتاز | الزمالك | 2002–2003 | |
2 | الدوري المصري الممتاز | الزمالك | 2003–2004 | |
3 | الدوري المصري الممتاز | الزمالك | 2020–2021 | |
4 | الدوري المصري الممتاز | الزمالك | 2021–2022 | |
5 | كأس مصر | الزمالك | 2007–2008 | |
6 | كأس مصر | الزمالك | 2012–2013 | |
7 | كأس مصر | الزمالك | 2015–2016 | |
8 | كأس مصر | الزمالك | 2018–2019 | |
9 | كأس مصر | الزمالك | 2020–2021 | لُعبت في 2022 |
10 | كأس مصر | الزمالك | 2024–2025 | آخر بطولة في مسيرة شيكابالا |
11 | كأس السوبر المصري | الزمالك | 2016 | لُعبت في 2017 |
12 | كأس السوبر المصري | الزمالك | 2019–2020 | لُعبت في 2020 |
13 | كأس الكونفدرالية الأفريقية | الزمالك | 2023–2024 | |
14 | كأس السوبر الأفريقي | الزمالك | 2003 | |
15 | كأس السوبر الأفريقي | الزمالك | 2020 | |
16 | كأس السوبر الأفريقي | الزمالك | 2024 | |
17 | البطولة العربية للأندية | الزمالك | 2003 | |
18 | كأس السوبر المصري السعودي | الزمالك | 2003 |
بطولات شيكابالا مع منتخب مصر
الرقم | البطولة | السنة |
1 | كأس العالم العسكرية | 2007 |
2 | كأس الأمم الأفريقية | 2010 |
3 | دورة حوض وادي النيل | 2011 |
بهذه الألقاب، وصل رصيد شيكابالا إلى 18 بطولة رسمية مع النادي، ليتربع على عرش اللاعبين الأكثر تتويجاً في تاريخ الزمالك. وكانت مسك الختام في موسمه الأخير، حين رفع كأس مصر بعد أن سجل بنفسه ركلة الترجيح الحاسمة، منهياً مسيرته بلقب جديد يضاف إلى خزانته المليئة بالبطولات.
المسيرة الدولية: ومضات لم تكتمل
تعتبر مسيرة شيكابالا مع منتخب مصر قصة موهبة فذة لم تترجم إلى مسيرة دولية ثابتة ومستقرة، فقد كانت مسيرته الدولية انعكاساً مباشراً لعدم الاستقرار في مسيرته مع الأندية، فالغياب عن الملاعب بسبب الإيقافات، أو تذبذب المستوى نتيجة الأزمات، كان يبعده عن حسابات المديرين الفنيين للمنتخب في أوقات عديدة.
خاض شيكابالا مباراته الدولية الأولى في 3 يونيو 2007 أمام موريتانيا، وكان ضمن القائمة التي فازت بكأس الأمم الأفريقية 2010 في أنجولا، وهو اللقب الأبرز في سجله الدولي، رغم أنه لم يكن لاعباً أساسياً في تشكيلة المعلم حسن شحاتة، الذي كان يرى أن شيكابالا لا يتأقلم مع المعسكرات الطويلة. كما فاز مع المنتخب العسكري بكأس العالم عام 2007، وبطولة دورة حوض النيل الودية عام 2011.
جاءت أبرز لحظات شيكابالا الدولية في وقت متأخر من مسيرته، حين تلقى شرف الانضمام إلى قائمة المنتخب في كأس العالم 2018 في روسيا تحت قيادة المدرب هيكتور كوبر، لكنه لم يكمل الإنجاز حيث لم يشارك في أي دقيقة خلال مباريات البطولة الثلاث. كانت هذه المشاركة الشرفية هي الخاتمة لمسيرة دولية متقطعة، أنهاها بشكل جيد.
شيكابالا الساحر
امتلك شيكابالا مجموعة من المهارات الفنية التي جعلته لاعباً فريداً من نوعه. كان سلاحه الأبرز هو قدمه اليسرى الساحرة، التي كانت تطلق تسديدات صاروخية من مسافات بعيدة بدقة وقوة نادرتين. تميز بقدرة استثنائية على المراوغة واختراق دفاعات الخصوم، معتمداً على خفة حركته وثقته العالية بنفسه.
كان يعلم ما سيحدث قبل دخول شيكا 😀😌#Zamalek | #MostTitledIn20C | #الزمالك_أولًا | #أكبر_قلعة_رياضية pic.twitter.com/SsF6LBNh0K
— Zamalek SC (@ZSCOfficial) March 8, 2025
لم يكن شيكابالا مجرد هداف، بل كان صانع ألعاب من الطراز الرفيع، يمتلك رؤية ثاقبة وقدرة على إرسال تمريرات حاسمة تضع زملاءه في مواجهة المرمى. بالإضافة إلى ذلك، كان شيكابالا متخصصاً في تنفيذ الركلات الحرة المباشرة، التي سجل منها العديد من الأهداف الجميلة. كان لاعباً يصنع لحظات سحرية في المباريات تُمتع الجمهور والمحللين، وهي اللحظات التي تعيش في الذاكرة إلى الأبد، وتجعلهم ينتظرون لمسته للكرة بفارغ الصبر.
الشخصية الجدلية: بين العصبية والقلب الطيب
كانت شخصية شيكابالا داخل الملعب وخارجه لا تقل تعقيداً عن أسلوب لعبه. من ناحية، عُرف بمزاجه الحاد وعصبيته الشديدة، التي كانت غالباً ما تدفعه للدخول في صدامات مع المنافسين، والجماهير وإدارات ناديه وجمهوره. هذه الشخصية المٌتقلبة أوقعته في مشاكل عديدة، أبرزها خلافه الشهير مع مدربه حسن شحاتة عام 2012.
لكن على الجانب الآخر، يجمع كل من عرفوه عن قرب على أنه يمتلك قلباً طيباً وشخصية ودودة، وأنه قائد حقيقي في غرفة خلع الملابس يحظى بحب واحترام زملائه. هذه الازدواجية بين اللاعب العصبي في الملعب والإنسان البسيط خارجه هي جزء لا يتجزأ من أسطورته، وجعلت منه شخصية مثيرة للاهتمام بامتياز.
شيكابالا في عيون الكبار: شهادات للتاريخ
لم تقتصر الإشادة بموهبة شيكابالا على الجماهير والنقاد، بل جاءت من أكبر الأسماء في عالم التدريب. شهاداتهم ترسم صورة لاعب كان من الممكن أن يصل إلى قمة كرة القدم العالمية.
مانويل جوزيه، المدرب التاريخي للنادي الأهلي، قال عنه: “شيكابالا أخطر لاعب واجهته من الزمالك. كان فريقاً بمفرده. أي فريق يلعب فيه شيكابالا يكون مثل فريقين، 10 لاعبين في فريق وشيكابالا فريق آخر”.
حسن شحاتة، رغم خلافهما، لم ينكر موهبته أبداً، وقال: “شيكابالا أفضل موهبة في جيله”.
الأسطورة الأرجنتينية دييجو مارادونا، الذي دربه لفترة قصيرة في نادي الوصل الإماراتي، أشاد بمهاراته وقال إنه يمتلك مهارة تضعه في مصاف اللاعبين البرازيليين والأرجنتينيين.
زميله السابق ومدربه أحمد حسام “ميدو” لخص مسيرته قائلاً: “شيكابالا لو وُلد في أوروبا، لكان في نفس مستوى رياض محرز وحكيم زياش، لكن حبه للزمالك وأوضاع الكرة في مصر منعته من ذلك”.
هذه الشهادات لا تمثل مجرد مديح، بل هي أقرب إلى الرثاء لموهبة لم تستفد من كامل إمكاناتها. جزء من إرث شيكابالا يكمن في هذا السؤال الأبدي “ماذا لو؟”، وهو ما يجعله بطلاً تراجيدياً في عيون محبيه. لقد كانت قضيته دائمًا “قضية مشاعر لا قضية أرقام”.
حجب القميص رقم 10: وداع يليق بالأسطورة
في لفتة تقدير استثنائية، وسعياً من مجلس إدارة الزمالك لإظهار أقصى مظاهر التقدير للأسطورة شيكابالا، أعلن النادي فور اعتزاله عن قرار تاريخي بحجب القميص رقم 10 في الموسم التالي، بحيث لا يرتديه أي لاعب آخر. جاء هذا القرار كتكريم لمسيرة الأسطورة، وكتأكيد على مكانته الفريدة في تاريخ النادي.
الأباتشي يسلم الراية إلى مدرجات “الثالثة يمين”
“رحلة انتهت، وأخرى ستبدأ من قلب المدرجات”. بهذه الكلمات، اختتم شيكابالا رسالة وداعه، معلناً عن تحوله من لاعب في الملعب إلى مشجع في المدرج. في تصريحاته الأخيرة، قال إنه قرر أن يسلم الراية إلى جمهور نادي الزمالك.
كنت الفصل الأجمل في قصص الانتماء 📖
— Zamalek SC (@ZSCOfficial) July 3, 2025
تنتهي المسيرة، لكن يبقى الأثر ..
شكرًا لك يا شيكا على كل لحظة وكل ذكرى 🤍
ستبقي أسطورة الزمالك للأبد.. منك تعلمنا الوفاء والانتماء 🏹#Zamalek | #MostTitledIn20C | #الزمالك_أولًا | #أكبر_قلعة_رياضية pic.twitter.com/HEwwT7Y8Eg
بهذا، أسدل الستار على مسيرة محمود عبد الرازق شيكابالا اللاعب، لكنه فتح الباب أمام خلود أسطورة شيكابالا الرمز. إرثه لن يقاس فقط بـ 18 بطولة جعلته الأكثر تتويجاً في تاريخ ناديه، أو بأهدافه ومراوغاته الساحرة، بل سيقاس بالرابط الروحي الذي لا ينقطع بينه وبين جماهير الزمالك. قصته هي شهادة على أن كرة القدم، في جوهرها، ليست مجرد أرقام وإحصائيات، بل هي قصة وفاء وانتماء وعاطفة قوية، وشيكابالا كان، وسيظل، التجسيد الحي لهذه القصة.
إحصائيات شيكابالا مع الأندية ومنتخب مصر
النادي – المنتخب | المسابقة | المباريات | الأهداف | التمريرات الحاسمة |
الزمالك | الإجمالي | 396 | 70 | 89 |
الدوري المصري الممتاز | 270 | 50 | 54 | |
كأس مصر | 50 | 10 | 19 | |
دوري أبطال أفريقيا | 54 | 8 | 12 | |
كأس الكونفدرالية الأفريقية | 13 | 2 | 3 | |
بطولات أخرى (سوبر مصري، أفريقي، إلخ) | 9 | 0 | 1 | |
باوك سالونيكا | الإجمالي | 28 | 4 | 7 |
الدوري اليوناني الممتاز | 23 | 4 | 6 | |
كأس الاتحاد الأوروبي | 4 | 0 | 1 | |
كأس اليونان | 1 | 0 | 0 | |
الوصل الإماراتي | دوري المحترفين الإماراتي | 13 | 4 | 4 |
سبورتنج لشبونة | الدوري البرتغالي | 1 | 0 | 0 |
سبورتنج لشبونة B | دوري الدرجة الثانية البرتغالي | 5 | 0 | 0 |
الإسماعيلي | الدوري المصري الممتاز | 8 | 2 | 4 |
الرائد السعودي | الإجمالي | 24 | 10 | 5 |
دوري المحترفين السعودي | 21 | 9 | 4 | |
ملحق الهبوط | 2 | 0 | 1 | |
كأس ولي العهد | 1 | 1 | 0 | |
أبولون سميرني | الإجمالي | 11 | 1 | 1 |
الدوري اليوناني الممتاز | 10 | 1 | 0 | |
كأس اليونان | 1 | 0 | 1 | |
المسيرة مع الأندية | الإجمالي | 486 | 91 | 110 |