لعنة كريستيانو رونالدو.. شمس لا تسمح بظهور النجوم

لا شك في أن كريستيانو رونالدو تمكن بأرقامه القياسية وأهدافه الحاسمة من إرهاق حراس المرمى وإسقاط فرق ودول كاملة، لكن الضرر لم يكن خارجيًا فقط.
في عالم كرة القدم، لا يكفي أن تكون نجمًا لتلمع، بل عليك أن تجد سماءً تسمح لك بأن يراك الجميع، لكن ماذا لو وجدت نفسك في مدار شمس لا تسمح بظهور أي نجم آخر؟ .. إنها شمس كريستيانو رونالدو.
داخل كل نادٍ ارتدى رونالدو قميصه، كان هناك من يدفع الثمن: لاعب كبير، نجم جماهيري، أو موهبة واعدة، يجد نفسه فجأة خارج الحسابات ويُفتح له باب الرحيل، لأن كريستيانو قد أتى.
تكرر الأمر منذ أول انتقال في مسيرة كريستيانو رونالدو الحافلة وحتى الآن، فالأمر لم يقتصر على مانشستر أو مدريد، لكنه استمر معه في تورينو، حتى الرياض.
تختلف الأسباب والظروف، لكن الثابت أن وصول كريستيانو كان دائمًا بداية النهاية لأحدهم.
دييجو فورلان: الضحية الأولى
في 2002، انضم دييجو فورلان إلى مانشستر يونايتد من فريق إندبيندينتي الأرجنتيني في صفقة كلّفت خزائن الشياطين الحمر 11 مليون يورو.
في موسم فورلان الأول، لم يكن لاعبًا أساسيًا، لكنه كان مؤثرًا في المباريات التي شارك فيها، خاصة مع طريقة لعب فيرجسون حينذاك 4-4-2، مع مشاركته بجانب فان نيستلروي أحيانًا.
في مواجهة ليفربول، تمكن فورلان من تسجيل ثنائية في كلاسيكو إنجلترا، والهتاف الخاص “أتى من أوروجواي ليجعلهم يبكون” الذي أطلقه مشجعو مانشستر يونايتد، ثم ضد تشيلسي هدف الفوز القاتل.
ذلك الهدف عندما رفض فورلان تنفيذ تعليمات فيرجسون بارتداء حذاء مرتفع بسبب الأمطار والعشب المبلل، لكنه رفض، وعندما سنحت له الفرصة مرتين أهدرها وانزلق، وقبل أن يقوم بتغيير الحذاء، ركل فيرجسون الحذاء بعيدًا.

رغم تسجيل فورلان هدف الفوز، إلا أنه لم يحصل على ثقة فيرجسون، ومع مرور الوقت، حاول في الموسم التالي أن يتأقلم ويقنع المدرب الاسكتلندي.
في صيف 2003، انضم كريستيانو رونالدو، واللاعب الأوروجوياني الذي كان يواجه صعوبة في اللعب أساسيًا على حساب رود فان نيستلروي، ينافس لاعبًا برتغاليًا شابًا، يأتي من سبورتينج لشبونة.
فورلان كان يشارك كمهاجم ثانٍ أو جناح في بعض الأحيان مع مانشستر يونايتد، ولكن قدوم رونالدو، جعل المنافسة بينهما لمحاولة إقناع فيرجسون تشتعل، حيث ساهم دييجو في 11 هدفًا بتسجيل 8 وصناعة 3.
بينما كريستيانو ساهم في 12 هدفًا، وكان يُقنع المدرب أليكس فيرجسون ويلتزم بتعليماته، رغم أن الثنائي عندما كانا يشاركان سويًا، كان رونالدو يلعب جناحًا أيسر، وفورلان مهاجمًا ثانيًا بجانب فان نيستلروي.

في نهاية الموسم، وجد فورلان أن مانشستر يونايتد لا ينوي الاحتفاظ به، خاصة مع قدوم لاعبين مثل لويس ساها في يناير، ومن ثم واين روني في الصيف.
وافق مانشستر يونايتد على عرض فياريال الإسباني لرحيل الأوروجوياني، مقابل 3.20 مليون يورو، ليبدأ دييجو رحلته التاريخية في الليجا.
ريال مدريد: ضحايا بالجملة للبرتغالي
في عام 2009، انضم كريستيانو رونالدو إلى ريال مدريد، أفضل لاعب في العالم لاعبًا للنادي الملكي، صفقة كان الجميع ينتظرها لمدة 3 سنوات، ولكن مانشستر يونايتد لم يستطع مقاومة النادي الملكي.
البرتغالي انضم إلى ريال مدريد، وفي نفس الصيف، رحل آريين روبن وويسلي شنايدر، بالإضافة إلى مواطنهما كلاس يان هونتيلار.

كان ريال مدريد في مرحلة انتقالية، مع جالاكتيكوس جديد، ضحيته ثلاثي هولندي، من بين 13 لاعبًا رحلوا عن النادي الملكي في ذلك الوقت.
في ذلك الموسم، رحل هونتيلار بعد موسم واحد فقط من انضمامه إلى ريال مدريد، وقَبِل الملكي بـ 15 مليون يورو لتركه إلى ميلان، بعدما ضمه مقابل 27 مليونًا.
كان رونالدو جناحًا أيمن، يرتدي رقم 9 لأن راؤول جونزاليس أسطورة النادي الملكي لا يزال في سانتياجو بيرنابيو ولم يرحل بعد.
موسم واحد، وترك راؤول الرقم لرونالدو، بعدما رفض ريال مدريد تجديد عقد بلانكو، قبل أن يذهب ويتألق مع شالكه الألماني.

الرقم التاريخي لراؤول مع ريال مدريد، كان من نصيب رونالدو، وكان وسيلة من فلورنتينو بيريز للتخلي عن بلانكو، الذي تحدث بعد 7 سنوات من رحيله في تصريحات لمجلة “بانينكا”: “كانت تلك الفترة أكثر فترة توترًا بيني وبين النادي، كنت أستحق وداعًا أفضل، والرحيل عن ريال مدريد لم يكن سهلًا على الإطلاق، وكان ضد رغبتي”.
إذًا، في ريال مدريد، تسبب رونالدو بشكل غير مباشر في رحيل هونتيلار، وعدم التجديد لراؤول جوناليس، حتى أن ضم ألفارو نيجريدو من ألميريا، جعل الملكي يتركه إلى إشبيلية في نفس الميركاتو.
بالإضافة إلى عدم وجود للثنائي شنايدر وروبن، لأن طريقة اللعب ستتغير وفقًا لكريستيانو رونالدو، في موسم عشوائي مع المدرب مانويل بيليجريني.
⏳7⃣⭐
— Real Madrid C.F. (@realmadrid) October 1, 2015
⚽ x 324 @Cristiano
⚽ x 323 Raúl
¡Dos grandes leyendas de nuestro club! #RMHistory #TBT #HalaMadrid pic.twitter.com/ckz3KYeZqm
يوفنتوس: لا صوت يعلو فوق صوت كريستيانو رونالدو
في 10 يوليو 2018، أعلن نادي يوفنتوس التعاقد مع كريستيانو رونالدو، في صفقة قياسية بعد 9 سنوات للبرتغالي في ريال مدريد، كان هو الملك هناك.
تُوّج رونالدو بكل شيء مع ريال مدريد وأصبح هداف النادي التاريخي، ليقرر الرحيل في 2018 للعديد من الأسباب، واختار يوفنتوس.
وصول كريستيانو رونالدو، كان سببًا أساسيًا في تضحية البيانكونيري بهدافه الأرجنتيني جونزالو هيجواين، الذي كان يُعاني من سوء حظ، وحالة نفسية سيئة.

بعد انضمام كريستيانو رونالدو مقابل 117 مليون يورو، كان على يوفنتوس إيجاد الموازنة المالية، فقرر قبول عرض ميلان بإعارة هيجواين مقابل 8 ملايين يورو، مع تقاسم أجر اللاعب مع الروسونيري.
في موسم 2017-2018، كان هيجواين أحد أبرز اللاعبين في يوفنتوس، وهدفه القاتل ضد إنتر ميلان، سببًا أساسيًا في التتويج بالدوري تحت قيادة ماسيمليانو أليجري.
هيجواين لم يكن ضحية فقط، بل كان كريستيانو رونالدو سببًا أساسيًا في انحدار مسيرته، ففي مواجهة ميلان ويوفنتوس على ملعب سان سيرو، أهدر جونزالو ركلة جزاء في الدقيقة 40.
حينذاك، ذهب كريستيانو إلى فوتشيك تشيزني حارس يوفنتوس، وأخبره بالزاوية التي سيسدد فيها هيجواين، وبالفعل تصدى لها البولندي.
في الدقيقة 84، كان هيجواين الذي تأثر بالركلة المُهدرة، متوترًا، وتدخل على بليز ماتويدي ليشهر له الحكم ماتزوليني بطاقة صفراء، ويواصل الأرجنتيني اعتراضه ليتسبب ذلك في طرده.
⚠ #UltimOra #Milan
— skysport (@SkySport) November 11, 2018
🎙 #Higuain
🗣 "Chiedo scusa per l’espulsione, ho sbagliato. Ero nervoso per il rigore, non siamo robot ma non cerco giustificazioni"#SkySerieA #SkySport #MilanJuve pic.twitter.com/Og8HYbGLTb
خرج هيجواين وهو يبكي من الملعب، قبل أن يفسخ ميلان الإعارة في يناير، لينضم إلى تشيلسي مُعارًا من يوفنتوس للعب تحت مدربه السابق ماوريسيو ساري.
بعد ذلك الموسم، عاد ساري لإيطاليا وقاد يوفنتوس، وطلب عدم رحيل هيجواين، ليستمر الأرجنتيني، لكنه لم يكن هو اللاعب الذي كان عليه قبل قدوم كريستيانو.
التضحية بـ هيجواين في صيف 2018، كانت سببًا في تراجع مستوى الرجل الذي عانى كثيرًا بسبب الهجوم عليه لإهداره الفرص مع المنتخب الأرجنتيني في مباريات هامة.
اتهمه البعض بأنه السبب في فشل ميسي دوليًا، ليُقرر الاعتزال الدولي، ولم يعد لاعبًا للمنتخب الأرجنتيني، قبل أن يقرر الرحيل في 2020 عن يوفنتوس إلى إنتر ميامي، وبعد 3 سنوات يعتزل كرة القدم.

ولأنه لا صوت يعلو فوق صوت رونالدو، فقد خفَت نجم ديبالا اللاعب الأرجنتيني الآخر، ولم يتمكن فيديريكو بيرنارديسكي من تقديم المنتظر منه بعد الانضمام من فيورنتينا، كذلك مويس كين الذي تم تصعيده من فريق الشباب، لم يحصل على الفرصة.
ضحية جديدة في مانشستر يونايتد
في صيف 2021، عاد كريستيانو رونالدو إلى مانشستر يونايتد، ولكنه لم يكن الجناح متعدد المهام الذي كان عليه قبل الرحيل في 2009، فقد عاد مُهاجمًا هدافًا تاريخيًا لا يوجد مثله في العالم.
صاحب الـ36 عامًا في ذلك الوقت، كانت بدايته جيدة مع المدرب أولي جونار سولشاير، وبعد 6 أشهر يرحل أنتوني مارسيال الذي أصبح مُهمشًا في تشكيل المدير الفني النرويجي، ويُعار إلى إشبيلية.

لم يكن مارسيال فقط الضحية، فقد كان قدوم رونالدو أحد أسباب عدم تجديد عقد الأوروجوياني إدينسون كافاني، ليرحل الأخير في صيف 2022، قبل 6 أشهر من صدام تين هاج مع كريستيانو، الذي أدى إلى فسخ عقد أسطورة أولد ترافورد.
آخر ضحايا رونالدو في النصر
انضم كريستيانو رونالدو في يناير 2023 إلى النصر السعودي، في صفقة تاريخية، كانت حديث العالم، وفتحت الباب أمام نجوم كرة القدم للانضمام إلى دوري روشن.
كريستيانو انضم للعالمي، بعدما رحل عن النصر جوناثان رودريجيز، المهاجم الأوروجوياني، في صيف 2022، بالإضافة إلى مغادرة فينسنت أبو بكر الذي تراجع مستواه.
ظل رونالدو هو المهاجم الأساسي للنصر منذ قدومه وحتى الآن، ولكن في يناير الماضي، قرر العالمي أن يتعاقد مع الموهوب الكولومبي جون دوران.
كريستيانو رونالدو لا يلعب فقط للنصر.. بل يبني فريق الأحلام بنفسه 😉
— 365Scores Arabic (@365scoresarabic) July 30, 2025
أقنع جيسوس بالانضمام للعالمي، ثم نال موافقة جواو فيليكس أيضًا 💼
الدون بات مدير التعاقدات غير المعلن في النصر.. فمن سيكون الصفقة التالية؟ 🔥#كريستيانو_رونالدو #جيسوس #فيليكس #النصر #365ScoresArabic pic.twitter.com/mUztGybLtv
دوران كان ظاهرة في الدوري الإنجليزي ودوري الأبطال مع أستون فيلا في بداية الموسم الماضي، وبعد 6 أشهر فقط، قرر النصر ضمه مقابل 77 مليون يورو.
مع مرور الوقت، ورغم تسجيله 12 هدفًا في 18 مباراة، رحل دوران بعد 6 أشهر مُعارًا لفريق فنربخشة في صفقة مفاجئة للجميع.
التقارير أشارت إلى أن كريستيانو رونالدو كان يرى بأن اللاعب يُزاحمه أدواره الفنية ولا يترك له المساحة الكافية مثلما يفعل البقية في الهجوم.

اللاعب الكولومبي لم يتمكن من المشاركة كمهاجم في مركزه الأساسي بسبب وجود رونالدو، رغم أن البرتغالي يبلغ ضعف عمر مهاجم أستون فيلا السابق.
في الوقت ذاته، فقد أخبر اللاعب ناديه السعودي برغبته في الرحيل، لعدم التأقلم ومشاكل شخصية تواجهه في المملكة العربية السعودية، وتؤثر على مستواه في الملعب.
في النهاية، لم يكن رونالدو السبب المباشر دائمًا، لكن حضوره وحده كان كافيًا للتأثير، لأن لاعبًا بحجمه ووزنه وتأثيره، من الطبيعي أن يفرض نفسه، خاصة وأن مركز البرتغالي لا يتسع لأكثر من شخص. وإذا كان على المدرب الاختيار، فبالتأكيد، لن يجد أفضل من صاروخ ماديرا.