Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار منتخب السعودية اليومالكأس الذهبية 2025تقارير ومقالات خاصةالسعودية
الأكثر تداولًا

4 نقاط ضعف وفرص لم تُستغل – لماذا ودع منتخب السعودية الكأس الذهبية؟

بين الأرقام تتكشّف الحقائق، ووسط زحام الإحصائيات تُولد الرؤى، هكذا يمكن توصيف مشاركة منتخب السعودية في الكأس الذهبية 2025، والتي وإن لم تُثمر عن إنجازٍ ملموس على مستوى النتائج، إلا أنها رسمت صورة فنية غنية بالمعاني، تُغري بالتحليل وتستدعي الوقوف عند تفاصيلها الدقيقة.

لم يكن ظهور منتخب السعودية في هذه النسخة التاريخية من البطولة مجرد مشاركة رمزية كضيف جديد على القارة الأمريكية الشمالية، بل جاءت تجربته الأولى على ملاعب الكونكاكاف لتُظهر مزيجًا من الطموح والانضباط، المردود والمأمول، والنجاح والإخفاق معًا. أربعة مباريات، تنوعت فيها السيناريوهات، وتشابكت الأرقام، ما بين استحواذ مرتفع في مباراة، وهجمات مرتدة في أخرى، وبين تفوق بدني، وضعف هجومي صارخ.

المؤشرات الرقمية التي أفرزتها المواجهات الأربع، تشي بأن المنتخب السعودي في طور التحول إلى فريق أكثر وعيًا تكتيكيًا، لكنه لا يزال بحاجة لصقل أدواته الهجومية، وتعزيز فعاليته في المناطق الحاسمة. وبعيدًا عن لغة الانطباع، تظل الأرقام مرآة لا تجامل، تُعري مكامن القصور بقدر ما تُبرز بؤر التحسن.

في هذا التقرير، يستكشف 365Scores ماذا قدّم منتخب السعودية تحت القيادة الفنية للمدرب الفرنسي هيرفي رينارد داخل المستطيل الأخضر، من التمريرات الطويلة الناجحة، إلى العرضيات الضائعة، ومن صراعات الهواء إلى التمريرات القصيرة في الثلث الأخير، نرصد كل تفصيلة في أداء السعودية خلال الكأس الذهبية.

خاض المنتخب السعودي 4 مباريات في مشاركته التاريخية ببطولة الكأس الذهبية 2025، قدّم خلالها أداءً متباينًا، افتتح مشواره بانتصار ثمين على هايتي بهدف دون رد، لكنه سرعان ما واجه صعوبات أمام القوى التقليدية، فسقط أمام الولايات المتحدة بهدف نظيف، ثم خسر بثنائية أمام المكسيك، وفي ختام مبارياته، فرض التعادل الإيجابي نفسه أمام ترينداد وتوباجو بهدف لمثله، ليختتم الأخضر مشواره بنقطة واحدة من تعادل وثلاث هزائم، وسجل هدفين واستقبل أربعة.

الفاعلية الهجومية: تسديدات عديدة… ولكن!

إجمالي التسديدات38
على المرمى14
في القائم4
معدل التحويل 5.2% تقريبًا

رغم الوصول إلى مناطق التسديد، إلا أن معدل التحويل منخفض جدًا، مما يكشف عن ضعف في اللمسة الأخيرة وعدم الفاعلية أمام المرمى. ضاعت 10 فرص محققة في البطولة، ما يشير إلى خلل في إنهاء الهجمات، سواء بسبب التسرع أو سوء اتخاذ القرار أو التمركز.

الاستحواذ وتمرير الكرة: طابع متوازن يميل أحيانًا للتحفظ

متوسط الاستحواذ الكلي45.5%
أعلى نسبة أمام ترينيداد (66%)
أقل نسبة أمام أمريكا (33%)
إجمالي التمريرات الصحيحة1286
التمريرات في الثلث الأخير278

المنتخب أظهر القدرة على تدوير الكرة أمام الفرق المتوسطة، لكنه فقد السيطرة أمام منتخبات أكثر تنظيمًا مثل أمريكا والمكسيك.
العدد الكبير من التمريرات العرضية والخلفية (نحو 250 تمريرة) يشير إلى تحفظ مبالغ فيه أحيانًا، بينما تمريرات الثلث الأخير تُظهر تحسنًا في البناء الهجومي، خاصةً في مباراة ترينيداد والمكسيك.

العرضيات والكرات الثابتة: سلاح غير مستغل

الركنيات13
العرضيات المكتملة8 فقط من 69 (نسبة نجاح 11.5%)

نسبة نجاح العرضيات ضعيفة جدًا، مما يعني ضعف جودة الكرات أو سوء التمركز داخل منطقة الجزاء. رغم أن الركنيات عددها جيد نسبيًا، إلا أن الخطورة الناتجة عنها كانت محدودة، ما يشير إلى غياب التنظيم أو غياب العناصر الفعالة في الكرات الهوائية.

الدفاع والالتحامات: أداء صلب رغم الضغط

تشتيت كرات 112
اعتراضات33
الفوز بالتحامات ثنائية 207
التحامات هوائية ناجحة 46 من 109 (42%)
التحامات أرضية ناجحة 161 من 326 (49.3%)
تمت مراوغة لاعبي السعودية45 مرة
فقدان الاستحواذ552

الدفاع كان مضغوطًا بشدة خاصة في مباراتي أمريكا والمكسيك، ومع ذلك صمد بشكل مقبول. القوة البدنية موجودة، لكن النسبة المتوسطة للنجاح في الالتحامات تعكس صراعًا واضحًا مع التفوق البدني للخصوم.

الضغط والسيطرة في الثلث الهجومي: محاولات بلا دعم كافٍ

السيطرة على الكرة في الثلث الأخير6 مرات فقط في 4 مباريات
المراوغات الناجحة24 من أصل 69 (نسبة نجاح 34%)

تشير هذه الأرقام إلى صعوبة الاحتفاظ بالكرة في مناطق الخصم وغياب العمق الهجومي المستمر، تمت مراوغة اللاعبين كثيرًا، ما يعكس خللًا في التمركز الدفاعي الفردي أحيانًا.

أبرز الإيجابيات التي كشفتها الأرقام

صناعة الفرص.. تحسن في البناء

خلق الأخضر 24 فرصة خلال مبارياته الأربع، بمعدل مقبول يدل على قدرة الفريق على الوصول إلى مناطق الخطورة وصناعة اللعب تحت الضغط، حتى في مواجهات صعبة أمام منتخبات قوية مثل أمريكا والمكسيك.

ورغم ضعف استغلال تلك الفرص تهديفيًا، فإن الرقم يعكس تحسنًا واضحًا في التحركات الجماعية وبناء الهجمات.

تمريرات طويلة بدقة لافتة

سجلت دقة التمريرات الطويلة متوسطًا بلغ 42% خلال البطولة، وهو رقم جيد في بطولة تشتهر بضغطها العالي وسرعتها البدنية، ويشير ذلك إلى وعي تكتيكي لدى اللاعبين في محاولة فك الضغط والانتقال بالكرة بشكل مباشر، خاصة في مواجهتي المكسيك وترينيداد وتوباغو، حيث كان مطلوبًا كسر التكتلات بتمريرات طولية من العمق.

انضباط تكتيكي وانخفاض في البطاقات

رغم الطابع الحماسي للمباريات، خرج المنتخب السعودي من البطولة بأربعة إنذارات فقط في أربع مباريات، دون أي حالة طرد. ويُحسب هذا الرقم للجهاز الفني واللاعبين، كونه يعكس التزامًا تكتيكيًا وهدوءًا في التعامل مع الضغط، وهي سمة مهمة في البطولات الكبرى.

التحامات أرضية متوازنة

بلغت نسبة النجاح في الالتحامات الأرضية قرابة 50%، ما يشير إلى توازن بدني في المواجهات المباشرة مع الخصوم. ورغم إمكانية تحسين هذه النسبة، فإنها تبرز قدرة اللاعبين على مجاراة الإيقاع العالي للمنافسين، والالتحام بقوة دون تسرع.

نقاط ضعف كشفتها الأرقام

ضعف الفاعلية الهجومية رغم الفرص

على الرغم من خلق 24 فرصة تهديفية خلال البطولة، فإن المنتخب السعودي فشل في ترجمتها بشكل فعّال إلى أهداف، مسجلًا هدفين فقط في أربع مباريات.

هذه الفجوة بين صناعة الفرص وإنهائها تسلط الضوء على غياب اللمسة الأخيرة وضعف التركيز داخل منطقة الجزاء.

العرضيات والكرات الثابتة دون خطورة

أظهرت الأرقام أداءً باهتًا في تنفيذ العرضيات والضربات الثابتة، سواء الركنيات أو الركلات الحرة، حيث لم تسفر معظمها عن تهديد حقيقي. هذا القصور في الاستفادة من الكرات الثابتة يقلل من فرص التسجيل أمام المنتخبات التي تُحسن الدفاع المنظم.

الاستحواذ المهدَر وفقدان الكرة بكثرة

فقد “الأخضر” الكرة أكثر من 550 مرة خلال مبارياته الأربع، وهو رقم مرتفع يعكس وجود مشكلات في التمرير تحت الضغط، وعدم القدرة على الحفاظ على الاستحواذ لفترات طويلة، ما منح المنافسين أفضلية في فرض الإيقاع.

المراوغات.. اختراق مفقود

بلغت نسبة نجاح المراوغات أقل من 35%، وهو معدل منخفض جدًا على مستوى البطولات الكبرى. هذا التراجع في القدرة الفردية على تجاوز الخصوم أضعف من محاولات الاختراق، وجعل التحول الهجومي أكثر اعتمادًا على التحركات الجماعية التي لم تكن كافية وحدها.

الجدير بالذكر، أن الأرقام تشير إلى أن أفضل مباراة خاضها منتخب السعودية كانت ضد ترينيداد وتوباجو، حيث كانت هي الأكثر هجوميًا واستحواذًا (66%)، وشهدت تسديدات كثيرة (14)، وفرصًا خطيرة (6)، وإن كانت مشكلة الإنهاء قد أضاعت الفوز.

يذكر، أن منتخب السعودية قدم نسخة متماسكة تكتيكيًا في كأس الكونكاكاف الذهبية 2025، ولكنه افتقد الفاعلية الهجومية، ولم يحسن استغلال الكرات الثابتة أو فرص التهديف.

أرقامه تظهر تطورًا واضحًا في البناء من الخلف والانضباط، لكنه بحاجة إلى تحسين أدواته في الثلث الهجومي، خاصةً العرضيات واللمسة الأخيرة.

شريف كمال

صحفي رياضي منذ عام 2015، وعضو نقابة الصحفيين المصريين ورابطة النقاد الرياضيين. متخصص في تغطية كرة القدم المحلية والعربية، وصناعة المحتوى الرياضي بمختلف أشكاله. أهتم بالتقارير الرقمية والتحليلية المدعومة بالبيانات، وإجراء الحوارات الصحفية والمصورة. أسعى دائمًا لتقديم تغطية احترافية تُوازن بين سرعة الخبر وعمق التحليل. المزيد »